بطاقة الشخصية الاوسمة: الهواية: المطالعة الأنترنات الرياضة الكتابة السيرة:
موضوع: نصوص لا تشبه النصوص الإثنين 6 أبريل 2009 - 6:20
نصوص لا تشبه النصوص………
توطئة:مساحة لدفء الأفكار واستخلاص باقي العبارات الراسخة منذ أزمنة لا تتوقف عن رغبة البوح وأكبحها . أفكار أقارب بها سنوات عمري التي تتشارف وتتهاوى أمام ناظري أراها تبتعد عني كلما اقتربت منها .. كلما أردت لها أن تتجسد أكثر أمام ناظري لأقرأ فيها شجوني التي استاحلت قريضا وأشياء لا تعرفني . فقط تراوغ ما تبقى من حلفاء لغتي ، وتستيقظ لا تجد ما أراه منذ آلاف السنوات خلت وتهاوت مثل لا شيء لم يكن.
أولا: وفي النهاية.
لم تعجبني كل البدايات .. لأنها ببساطة تافهة لم تكن يوما بداية . كل ما يأتي نهاية . نهاية وفقط ..ففي آخر هذا الزمان تتوجني أوراق الزيتون بطلا جديدا لحكايات كل اللغات وكل الأفواه .. التي تتسارع في هذه المدينة المليئة بكل أنواع الحمى المتوارثة عبر كل السنين التي خلت، وخلت معها كل خطواتي البائسة عبثا في المكان بحثا عن زمن لا ينتمي للزمن . هنا ككل الفراشات لم أعد استطيع التنفس دون هبوب الرياح … واستقلال الوطن.. هل كنا يوما في مثل هذه الورطة وفي مثل هذه القسوة وفي مثل هذه الكبوة وفي مثل هذه السقطة وفي مثل هذه القنطة ؟؟؟ هل كنا يوما بغر هذا الجزع وهذا الفزع وهذا الذي يأتي يتيما من غير دين ولا ورع…..؟؟ الحقيقة باتت أخيرا تساوي الحقيقة ولكن للذين يعشقونها ويدركون سر الموت والحياة .. أما أنا فالفزع وحده ما يدهشني مثل الأطفال تماما عندما يجدون ما يدهشهم في الشوارع والطرقات …. يتوقفون يتسمرون يتصايحون يتهامسون في جنون حبيبتي من تكون……………؟؟؟ في آخر هذا الزمن سيعلنون أنني لما أزل حيا ككل الدينصورات التي مرت من هنا وأبقت لها ما يثبت أنها قد مرت من هنا .. ولكن عبثا يحاولون سأكون منفيا في كل بلدان الدنيا وحيدا مثل قط هارب من ملاحقة الجرذان والأبنية الحيطان … وفي آخر هذا الزمن سيكون مني صوت لا يشبهني إلا أنني أدرك فيه حيرتي وأدرك منه ما غاب عني تفسيره منذ آخر مرة حاولت فيها الإحساس بالوحدة .. لم أكن ضائعا فقط كنت أستجدي الإجابة عن سؤال ؟؟؟ لم يكن من أحد على هذه الأرض يدرك حيرتي .. وفوق هذه الأرض مرة أخرى لم أعد أدرك إلا ما يزيد من حيرتي…لعلها لعنة النهاية .. ولكن أملي في ما يأتي كبير ..فأنا ككل المؤمنين الطيبين الصالحين لدي إحساس بأن الله سيبعث بعد كل نهاية بداية. —————————————–
ثانيا: صوت لا يشبهني
لم تعجبني نهاية البداية …..ولم أعد متحمسا مثلما كنت , مستوى القراءة وفعلها وشوقها اضمحل نهائيا ، تحت مستوى خط الفقر باصطلاح رجال الاقتصاد . ثمة شيء ما يتهالك ويتهاوى… فعندما كنت أفتش في مهاوي الأيام رأيتُنِي وقد عدت كما كنت طفلا أتجول بين الساحات والمساحات ، أكثر من السقوط فقدماي كثيرة الزلل…سريعة الخَطَل.. يالها من ذاكرة لا مبرر لها . ماذا تفيد هذه الزاوية المظلمة من هذا التاريخ . كنت وكلما بحثت عن إرادتي لا أجد غير المزيد من الفتور والكسل .. لم أجد تفسيرا لتلك الأيام التي مرت في حياتي وما أكثرها لم أفعل فيها شيئا .. نوم كثر….. وأكل وشرب وتيهان دون تفكير. ما أبشعها وما أظلمها .. قدكنت يومها أفتقد الإرادة ، والدليل أن قدماي كانت كثيرة الزلل سريعة الخطل ..وفي لحظة ما لم يعد للطفولة مكان .
ثالثا: ليس بوسع أحد أن يجد عنك معناك
إذا هبت رياحك فاغتنمهــــا فإن لكل خافقة ســــــــكون ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكون متى يكون ليس ثمة ما يتثاقل على الواحد غير الإثنين أو الثلاثة .. كلما زاد العدد ازداد التثاقل .وهل في اللحظة غير اللحظة تمر ولا تعود . ثمة دائما ضيق في الوقت يخبر عن ذلك الوقت .. ولكن هيهات نريد ما نريد ونبحث المستحيل ونستفيد من الوحشة والوحدة .أكثر مما نستفيد من الاثنين والثلاثة . لا أحد سيستمع لك قالت لي الكلمات وهي تتسلل . لا أحد يستسيغ هذرك ومذرك .. لا أحد يفهم مثلك قصة المعلم ذاك الذي قال لتلميذه ذات يوم :ليس بوسع أحد أن يجد عنك معناك.ولا حتى المعلم.كان ذلك عندما اشتكى التلميذ لمعلمه من روايته للقصص دون الكشف عن معناها . مثل هذا الوضع يحدث لي دائما حين تشتكي مني الكلمات….
رابعا:أعوذ بالله من كلمة أنا مليون مرة.
من هنا بدأت أفكر …عندما أحسست أن الكلمات تطاردني في كل مكان وبدأت أفكر في ذلك الكم الرهيب من الأوراق التي سأمزقها… كلما فكرت في مداعبة الذكريات أو في محاورة الكلمات .. وربما قد أشعر بحزن لا حدّ له وقد أقترب من فرحي وإيماني، ومن يدري لعلني أصل إلى أي شيء آخر يشبهني . ولكن ما من شخص في العالم وما من شيء يستطيع أن يسلبني فرحي… كما لا يستطيع مهما كان أن يواري بؤر الحزن في ظلمات النسيان. هكذا أنا .أعوذ بالله مليون مرة من هذه الأنا التي تضخمت عند غادة السمان وفقط …ولكنها طارت معي وفي حتى صارت أكبر من فرحي ..فأنا أعوذ بالله مليون مرة من كلمة أنا أحس بفرح بالوحدة مع أشخاص أعيش بينهم ربما أموت من أجلهم لكنني أشعر تماما مثل ذلك الطائر الذي يعلو ويعلو ويعلو حتى ينفصل من كل ما زاد عن الواحد … هذه هي أنا أعوذ بالله من كلمة أنا مليون مرة
خامسا: كلمات…
خيبة أخرى تضاف إلى كل الخيبات .. عندما كنت أجمع ما تبقى من فرح لأزرعه أزهارا أو أفراحا على كل الأوزان . لم أنتبه مثل عادتي إلى أن ثمة فوق المكان متسع من الحيطة و الحذر و ما ينبغي علي أن أفقهه حتى تصير لي الكلمات صديقات… كم أحبها هاته الكلمات … في كل زاوية عشرات الكلمات لا تجد طريقها مثلي وسط كل هذا الزحام.. زحام وفقط …لا أريد أن أأكد أنه كان زحاما كبيرا ورهيبا ومفزعا ومخيفا.. تتدفق من خلاله من كل جانب لا يوقفها هول ولا صول أو طول.. والحقيقة أنني كنت أبحث عنها …الكلمات … نفس الكلمات التي بحث عنها الأنبياء و بحث عنها الشعراء وبحث عنها الأشقياء وبحث عنها السعداء.. ولكنني لم أجد غير بقايا الكلمات يا ليتها ظلت في المهاوي والمخافي والمنافي والسواهي والدواهي… ليتها لم تكتمل معي بقايا كلمات وظلت كلمات وفقط. فأنا مثلما كنت ولم أزل أحبها تلك الكلمات
سادسا: مدي ليَ ما لايُمَدُّ وحرريني
كنت قد خرجت عن كل المعاني التي تعودت عليها عندما لم أجد ما يوفر عني هذا التعب .. دارت الأرض كعادتها ولكنـــــــــــــــــــها لم تعلن لي ما تعودت أن تعلنه .فتَصَاعد من صدريَ شوقِي وفاضت مدامعي ..خرجت مني الكلمات وقد بللها الوجع الداخلي .. بقايا روائح القرنفل والياسمين تتحد مع المعانــــــــــي وتومض غير آبهة بما كانت تعدني … ها أنا أتنفس من كل أوجاعي وآهاتي .. ها أنا ذا أخيرا أتحد مع ذاتي كيمــــا أعيد للكلمات معانيها وأفرح هذا الذي يسكن بداخلي منطويا لا تخرجـــــــــــه السنوات ولا تحتمله شتى أنواع الأفراح والمناسبات… فمدي ليَ ما لايُمَدُّ وحرريني لا تتعبيني… فأنا الموبوء ما زلت أعاني… مازال في موسم الأفراح بعض مواجعي… مدي لي ما لا يمد وبعثريني لوّثي واحتي وتوعَّدِينِي فما زلت منذ طفولتي لم أكتمل نُضجا .. أراوح لا أقوى على كأس شرابي .. لا تظلمي كتبي وأشعاري .. فكثيرة هي أملاكي وأشيائي تفر مني ومن أحلى صور النور فمنذ أن وجدت والأيادي تستريح في موائدي المفضلة