لحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد:
أنت جميلة!! نعم جميلة..
ستسألين.. و كيف عرفت ذلك؟
لتعرفي الجواب افتحي قلبك لكلماتي.. وأكملي القراءة ..
أسأل الله أن يفتح لك أبواب جنته.. وأن يزيدك جمالاً إلى جمالك..
لكن يا أيتها الجميلة: من أي الجميلات أنت؟!!
أأنت جميلة ٌ أطاعت خالقها في جمالها؟!. وحفظته من كل معصية..وصبرت بجمالها عن الفتن و المغريات..وشكرت ربها على هذه النعمة..
فكفل الله لها عيشاً في سرور..وأبدلها الله بجناتٍ وقصور.. فكان ثمن جمالها.. سعادةً أبدية ..وعيشةً هنية..وثواب الآخرة أعظم..سلعةً غالية يزينها ربنا في كل يوم..فيها مالا عين رأت ولاأذن سمعت ولاخطر على قلب بشر..فهنيئاً لها.. وبيض الله وجهها يوم تبيض وجوه وتسود وجوه..
{وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون} (آل عمران107).
أم أنت جميلة تبارز خالقها بالمعاصي؟!! وتعلن فجورها لكل دانٍ وقاصي.. يجدها ربها حيث ينهى .. ويفقدها حيث يرضى..
فجزاء ذلك الجمال عيشةً شاقة في الدنيا.. وفي الآخرة نارٌ وأغلال.. وسوء مآل .. كلما نضج ذلك الجلد الجميل.. أبدلها الجبار بجلودٍ غيرها لتذوق عذاب ربها..
{ إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً} (النساء56).
فأعيدي الكرة ياجميلة واسألي نفسك.. ورددي بصوت عالٍ..
من أي الجميلات أنا؟!
وبعد أن سمعت الجواب من نفسك.. اسمحي لي أن أهديك وصفات لزيادة الجمال..
جمعتها لك من كلام العلماء.. وتذكري أنه لايفيد العلاج إلا بتطبيقه..
فعلى بركة الله .. لك غنمها وعلي غرمها..
1/ الوصفة الأولى:
أخيتي : الحجاب يزيد المؤمنة جمالاً.. ويحمي البشرة من نارٍ تلظى..ويقيك بإذن الله من النظرات المسمومة .. ويعطي مفعولاً أكيداً لمن تريد الراحة النفسية.. يقول فضيلة الشيخ/ صالح الفوزان – حفظه الله-:-
( الحجاب معناه أن تستر المرأة بدنها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها، كما قال تعالى :{ ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن} (النور31)
ومن أدلة السنة النبوية على جوب تغطية المرأة وجهها عن غير محارمها، حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله – صلى الله وعليه وسلم – محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه}( رواه أحمد وأبوداود وابن ماجة)،
واعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الذين أباحوا لك كشف الوجه من العلماء مع كون قولهم مرجوحاً قيدوه بالأمن من الفتنة ، والفتنة غير مأمونة خصوصاً في هذا الزمان الذي قل فيه الوازع الديني في الرجال والنساء وقل الحياء وكثر فيه دعاة الفتنة ،
وتفننت النساء بوضع أنواع الزينةعلى وجوههن مما يدعو إلى الفتنة ،
فاحذري من ذلك أيتها الأخت المسلمة والزمي الحجاب الواقي من الفتنة بإذن الله ،
ولا أحد من علماء المسلمين المعتبرين قديماً ولا حديثاً يبيح لهؤلاء المفتونات ماوقعن فيه ،
فيا أيتها المسلمة إن الحجاب يصونك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب وكلاب البشر ، ويقطع عنك الأطماع المسعورة فالزميه وتمسكي به
ولاتلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب أو تقلل من شأنه ،فإنها تريد لك الشر كما قال الله تعالى :{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً} (النساء27).
ولتكتمل الوصفة أخيتي .. إليك كلام فضيلة الشيخ/ محمد بن عثيمين – رحمه الله – في
شروط الحجاب الشرعي:-
• أن يكون الحجاب ساتراً لكل ما أوجب الله ستره من البدن والوجه والكفين.
• أن لايكون زينةً في نفسه( كمن تغطي رأسها بخمارٍ فاتن مزخرف مزركش وتعقده بطريقةٍ تلفت فيه الأنظار).
• أن يكون فضفاضاً غير ضيق لكي لايصف الجسد.
• أن لايكون خفيفاً ( أي أن يكون سميكاً لايشف).
• أن لايكون مبخراً أو مطيباً.
• أن لايشبه لباس الكافرات .
• أن لايشبه لباس الرجال.
• أن لايكون لباس شهرة.
2/ الوصفة الثانية:
وهي مخصصةٌ لتجميل العيون الساحرة.. ومن خالفت هذه الوصفة فقد وقعت في تغيير خلق الله تعالى.. وعرضت نفسها للطرد والإبعاد عن رحمة الله عز وجل..
قال العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله – :-
( حكم هذا – أي النمص – أنه من كبائر الذنوب لأن ذلك نمص ،
وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم –أنه لعن النامصة والمتنمصة ، ويدل هذا الفعل على قلة الدين....... وعلى ضعف العقل أيضاً وإلا فما الفائدة أن تقلع الشعر (شعر الحاجبين ) ثم تضع بدله خطاً أسوداً تلوث به جلدة وجهها).
الوصفة الثالثة :
أخيتي ياجميلة .. روى البخاري عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله عز وجل ).
يقول الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – في تعليقه على هذا الحديث:
( ويحرم على المرأة المسلمة تفليج أسنانها للحسن بأن تبردها بالمبرد حتى تحدث بينها فرجاً يسيرة رغبة في التحسين ،
أما إذا كانت الأسنان فيها تشويه وتحتاج إلى عملية تعديل لإزالة هذا التشويه أو فيها تسوس واحتاجت إلى إصلاحها من أجل إزالة ذلك فلا بأس لأن هذا من باب العلاج وإزالة التشويه ويكون ذلك على يد طبيبةٍ مختصة ).
ويضيف – حفظه الله – في شرح الحديث السابق: ( ويحرم على المرأة عمل الوشم في جسمها لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن الواشمة والمستوشمة، والواشمة هي التي تغرز اليد أو الوجه بالإبر ثم تحشو ذلك المكان بالكحل أو المداد ،
والمستوشمة هي التي يفعل بها ذلك ، وهذا عمل محرم وكبيرة من كبائر الذنوب لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لعن من فعله ، واللعن لايكون إلا على كبيرةٍ من الكبائر).
4/ الوصفة الرابعة :
أخيتي..
.. وهو طريقك إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض .. أو إلى نارٍ قعرها بعيد.. وحرها شديد ..
فاحذري
ياأخيتي وتأملي قوله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضي الله عنه - : صنفان من أهل النار لم أرهما نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لايدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها عباد الله).مسلم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –في مجموع الفتاوى (22/146)
في شرح قوله – صلى الله عليه وسلم-(كاسيات عاريات)< بأن تكتسي مالا يسترها ، فهي كاسية وفي الحقيقة عارية ، مثل من تكتسي الثوب الرقيق ( الشفاف) الذي يصف بشرتها أو الثوب الذي يبدي تقاطيع خلقها .... وإنما كسوة المرأة مايسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفاً واسعاً>. انتهى كلامه رحمه الله.
فلا بارك الله أخيتي بقطعة قماش كانت سبباً في دخول النار .. وهل يعقل أن تبيع عاقلةٌ الجنة بقطعة قماش؟!!.
5/ الوصفة الخامسة:-
مامعنى الجمال؟!!
من هي الجميلة؟!!
وهل أنا جميلة؟!!
أسئلةٌ أرقت الجميلات.. وحيرت أذهان الفتيات .. اختلفت فيها الموازين .. وتبعثرت لحلها المعطيات.
. لكن الجميلة المؤمنة إن حكمت عقلها ستهتدي إلى الجواب ..وستعرف
أإن الجميلة هي كل فتاة توازن بين جمال شكلها وجمال أخلاقها ودينها وروحها..
نعم أخيتي هذه هي الجميلة ..
فالجمال الشكلي لوحده قد يكون تعاسة ..
فكم من فتاة جميلة لايحبها الناس.. بل لايرغبون بمعرفتها.. لأنهم يرون أنها مغرورة بهذا الجمال..
وكم سمعنا أن سبب طلاق فلانة وخراب بيتها هو جمالها .. نعم جمالها ..
وهذا حال النعم إن لم نشكر الله عليها .. وعصينا الله بها انقلبت إلى نقمٍ وعقوباتٍ من الله سبحانه وتعالى.