..
كان يامكان ، في كل عصر وآن .. تجري الأفكار عندما لا تهان .. وتنتهي عند قارعة كل طريق عارية من غير تبان… والحقيقة .. يا أنتم يا من تقرؤون مثل هذا الكلام ..ستعجبون وترغبون ولكنكم حتما مثلي سينتقل إليكم الورد والعنبر .. وتشتاقون مثلي إلى النوم والكوثر..حكايتي يا سادة يا كرام أحملها لكم على جناح الحمام فاقرؤو ما تيسر منها في تمام وإحكام ، واحذروا من مغبة النسيان أن التيهان
كنت كما كنت دوما مثلما تعرفونني وبنفس القامة التي تعودتم رؤيتي عليها طويلا أناطح الصفصاف ، عريضا مثل ذوي الكمال في الأجسام ، مشاكسا أحب الجري وراء الحمام، يحط أحاول مسكه يطير أجري وراءه.. يحط أحاول مسكه ، يطير أجري وراءه … ساعتين كل يوم
يا لهول هذا الذي هو أنا لا يتعب ولا يكل فبرغم قامتي التي تناطح الصفصاف ، وبنيتي التي هي في كمال ذوي الكمال في الأجسام .غير أنني كل يوم أقضي ساعتين كلما حط الحمام أحاول مسكه وأجري وراءه عندما يطير .. تعرفون كل هذا وتعرفون أيضا أنني لم أوفق أبدا في إمساك واحدة منذ كنت طفلا ولا أزال …ولكن الذي لا تعرفونه يا سادتي الكرام هو أنني اليوم ومثل عادتي حاولت مسك الحمامة وقد حطت فطارت فطرت وراءها صدقوني لقد طرت فجأة وحلقت عاليا في الفضاء أتبع الحمامة تطير يمينا فألحقها تحاول شمالا أتبعها، تقترب من سطح الأرض أنسحب نحوها، ترتفع في السماء أرتفع مثلها .حيثما تميل أميل ويدي تقترب منها ومرة أمسكت بذيلها ونتفت بعض ريشها ولكنها فرت وبقيت أتبعها طوال ساعتين ثم حطت فنزلت وحطيت معها. وعندما اقتربت منها طارت ولكنني لم أطر