لماذا يكثر الطلاق بين الأغنياء؟
| تاريخ النشر:الجمعة ,30 مارس 2007 1:31 أ.م.
يقال إن السعادة والفقر يلتقيان وكثيرا ما يربط الناس بين الزواج الناجح والمقومات المادية الملموسة كالبيت الفاخر والفرش الوثير والسيارة الفارهة والرصيد المصرفى والقدرة على الاقتناء والشراء لكن وقائع الحياة كثيرا ما تفاجئنا بأمثلة تشير إلى عكس ذلك المعنى، فالحياة الهانئة قد تتبرعم فى أسوأ الظروف المادية وفى المقابل ما أكثر ما ينتعش النكد فى القصور الفارهة وبين الناس الذين اعتادوا تناول طعامهم بملاعق من ذهب وفضة ثمة شيء مشترك بين هاتين الفئتين من العلاقات الزوجية وهو أن المشكلات توجد حيث وجد الزوج ومن الصعب بل من المستحيل وجود علاقة بين زوجين تخلو من المشكلات ومهما بلغت تلك المشكلات من التكرار فإن المهم ليس طبيعة المشكلة أو الأزمة بل المهم هو الكيفية التى يتعاطى بها الناس مع تلك المشكلة وهذه الكيفية ليست مرتبطة بالضرورة مع الوضع المادى للشخص يمكنك أن تنظر حولك أو تستعرض ذاكرتك لتجد أمثلة عديدة على أناس يتقنون فن الاقبال على الحياة على الرغم من قسوة ظروفهم المعيشية.
وهناك عائلات فى قعر المستوى المعيشى قلما تسمع صوت الخناقات فيها بينما تزخر القصور بحكايات الطلاق والخذلان والخيانة والاكتئاب والانتحار، وقد أشار تقرير لخبراء أمريكيين عن أهم أسباب الطلاق إلى أن العامل الفردى هو الحاسم المهم هنا هو كيف ينظر المرء إلى المشكلة وكيف يتعاطى معها وليس المهم ما إذا كانت المشكلة بحد ذاتها كبيرة أم لا وبعد هذا السبب تأتى عوامل أخرى مثل الفوارق الثقافية وانعدام التكافؤ والرواسب التربوية ووجود مشكلة نفسية لدى أى من الزوجين وعلى الرغم مما سبق فإن الخبراء لا ينكرون دور العامل المادى فى تشويش حياة الزوجين والأسرة أحيانا، فالعجز عن الوفاء باحتياجات المعيشة لا يشكل عنصرا مساعدا إيجابيا على المستوى الفردى وهو يثير فى النفس الشجون والأحزان وعلية فإن الزوج الذى يعجز عن تدبير قوت عياله لن يكون زوجا رومانسيا ولكن المشكلة الحقيقية تكمن لدى أشخاص يستمدون تعاستهم من الأسباب المادية من دون أن تكون تلك الأوضاع خانقة أو صعبة بحق، فبعض الناس يشترون النكد والكآبة عبر التسابق مع الزمن أملا فى الحصول على مكاسب مادية أكبر بكثير مما هو متاح وهم يصلون الليل بالنهار من أجل تحصيل المزيد من المال بينما هم ليسوا فى حاجة فعلية لذلك المال فهم أناس مستورون ووضعهم المادى غالبا ما يكون متوسطا أو فوق الوسط.