ليس بعد تلاوة القران عبادة تؤدى باللسان أفضل من ذكر الله تعالى ورفع الحاجات بالأدعية الخالصة إلى الله تعالى .ويتحرّر المقصود من ذلك بذكر أبواب خمسة.
الباب الأول: فضيلة الذكر وفائدته على الجملة والتفصيل من الآيات والأخبار والآثار
قال تعالى: {فاذْكُرُوني أَذْكُرْكُمْ} قال ثابت البناني رحمه الله: إني أعلم متى يذكرني ربـي عز وجل، ففزعوا منه وقالوا: كيف تعلم ذلك؟ فقال: إذا ذكرته ذكرني.
وأما الأخبار: قال رسول الله : «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ـ من جملتهم ـ رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ»
وأما الآثار: فقد قال الفضيل: بلغنا أن الله عز وجل قال: يا عبدي، اذكرني بعد الصبح ساعة وبعد العصر ساعة أكفك ما بـينهما. وقال بعض العلماء: إن الله عز وجل يقول أيما عبد اطلعت على قلبه فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري توليت سياسته وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه.
الباب الثاني : آداب الدعاء وفضله وفضل بعض الأدعية المأثورةوفضيلة الاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فضيلة الدعاء:
قال الله تعالى: {وَإذا سَأَلَكَ عِبَادي عَنِّي فإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي}
آداب الدعاء وهي عشرة:
الأول: أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة كرمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل. قال تعالى: {وبالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
الثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة. قال أبو هريرة رضي الله عنه: إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبـيل الله تعالى، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها.
الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بـياض إبطيه. وروى جابر بن عبد الله أن رسول الله «أتى الموقف بعرفة واستقبل القبلة يدعو حتى غربت الشمس» وقال سلمان: قال رسول الله : «إنَّ رَبَّكُمْ حَيِـيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِي مِنْ عَبِـيدِهِ إِذَا رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهَا صِفْراً»
الرابع: خفض الصوت بـين المخافتة والجهر. روي أن أبا موسى الأشعري قال: قدمنا مع رسول الله فلما دنونا من المدينة كبَّر وكبَّر الناس ورفعوا أصواتهم، فقال النبـي : «يا أَيُّها النَّاسُ إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ لَيْسَ بِأَصَمَّ وَلا غَائِبِ إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ بَـيْنَكمْ وَبَـيْنَ أَعْنَاقِ رِكَابِكُمْ»
الخامس: أن لا يتكلف السجع في الدعاء فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع والتكلف لا يناسبه. قال : «سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ»
السادس: التضرع والخشوع والرغبة والرهبة قال الله تعالى: {إنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ في الخَيْرَات ويَدْعُونَنا رَغباً ورهباً}
السابع: أن يجزم الدعاء ويوقف بالإجابة ويصدق رجاءه فيه. قال رسول الله : «لا يَقُلْ أَحَدُكُمْ إِذَا دَعَا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ»
الثامن: أن يلح في الدعاء ويكرر ثلاثاً. قال ابن مسعود: كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثاً وإذا سأل سأل ثلاثاً . ويبنغي أن لا يستبطىء الإجابة لقوله : «يُسْتَجَابَ لأَحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي، فَإِذَا دَعَوْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ كَثِيراً فَإِنَّكَ تَدْعُو كَرِيماً»
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله عز وجل فلا يبدأ بالسؤال.قال سلمة بن الأكوع: ما سمعت رسول الله يستفتح الدعاء إلا استفتحه بقول: «سُبْحَانَ رَبِّـي العَلِيِّ الأَعْلَىٰ الوَهَّابِ»
العاشر: وهو الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة ورد المظالم والإقبال على الله عز وجل بكنه الهمة، فذلك هو السبب القريب في الإجابة.
الباب الثالث : أدعية مأثورة ومعزية إلى أسبابها وأربابها مما يستحب أن يدعو بها المرء صباحاً ومساء وبعقب كل صلاة
قال رسول الله : «يا بُرَيْدَةُ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْراً عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ ثُمَّ لَمْ يُنْسِهُنَّ إِيَّاهُ أَبَداً؟ قال: فقلت بلى يا رسول الله قال: قُل: اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي وَخُذْ إِلَىٰ الخَيْرِ بِنَاصِيَتِي وَاجْعَلِ الإِسْلامَ مُنْتَهَىٰ رِضَايَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي وَإِنِّي فَقِيرٌ فَأَغْنِنِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ» .
قال عليه السلام: «أَمَّا لِدُنْيَاكَ فَإِذَا صَلَّيْتَ الغَدَاةَ فَقُلْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَهُنَّ أَمِنْتَ مِنَ الغَمِّ وَالجُذَامِ وَالبَرَصِ وَالفَالِجِ.
الباب الرابع: أدعية مأثورة عن النبـي وعن أصحابه رضي الله عنهم
أنواع الاستعاذة المأثورة عن النبـي :
اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر . اللهم إني أعوذ بك من طبع يهدي إلى طمع، ومن طمع في غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع. وأعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة فإنها بئست البطانة، ومن الكسل والبخل والجبن والهرم، ومن أن أرد إلى أرذل العمر، ومن فتنة الدجال وعذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات. اللهم إنا نسألك قلوباً أوّاهة مخبتة منيبة في سبـيلك. اللهم إني أسألك عزائم مغفرتك وموجبات رحمتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار . اللهم إني أعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغم والغرق والهدم، وأعوذ بك من أن أموت في سبـيلك مدبراً، وأعوذ بك من أن أموت في تطلب الدنيا .
الباب الخامس: الأدعية المأثورة عند حدوث كل حادث من الحوادث
أدعية الاذان.السفر.دخول البيت.وأدعية دخول الخلاء والخروج منه وأدعية الوضوء و...........