جاء ديننا الحنيف بالحفاظ على الكليات الخمس: الدين، النفس، العقل، المال، النسل. ويُعد الأمن سمة بارزة ناتجة عن المحافظة عليها. وطبيعة المجتمع الإسلامي تفرض على أفراده التناصح والتعاون على الحفاظ على أمن هذا المجتمع، وكل مسلم على ثغر من ثغور هذه الأمة، ويتوجب عليه القيام بما عليه لحماية مجتمعه المسلم، ومن الأنظمة التي استحدثت في العصور المتقدمة للدولة الإسلامية نظام الحسبة - هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في هذا الدين، والمهمة الكبرى للأنبياء والمرسلين والصالحين؛ لما يشتمل عليه من الفضل العظيم، والخير العميم، والفوائد والمصالح العاجلة والآجلة، ولما يترتب على تركه من استشراء الباطل وانتشار الفساد، وغلبة المعاصي وهيمنتها، وهي الجالبة لسخط الله، المنذرة بمقت الله وعاجل عقوبته على الأفراد والأمم، وفي هذه المجموعة تجميع لعدد من المواد التي بينت أحكام هذا الموضوع.