الهجرة من الريف إلى المدينة
إن الهجرة قد كثرت في العصر الحاضر، من القرية إلى المدينة، وذلك لسهولة التنقل من ناحية، ولتأخر القرية، ولكثرة المال والعلم والصناعة في المدينة من ناحية ثانية، ولذا أخذت المدن في التوسع والقرى في الانكماش بل والاختفاء أحياناً، وقد تقدم الكلام في حسن تخريب القرى، وتوسيع المدن وعكسه، لكن مما لا كلام فيه أنه مادامت القرى متأخرة، يكون الإقبال على المدن كثيراً.
وحيث أن بعض المدن الصناعية، لا طاقة لها في استيعاب أكثر، وسهل المراودة إليها، أخذ أهل القرى يسعون إليها بمختلف وسائل النقل نهاراً، ويرجعون إلى قراهم ليلاً، حتى إن بعض تلك المدن يعد الوافدون إليها كل يوم بالملايين، وهذا الأمر وإن سبب تبعثر العائلة، وحرمان الإنسان عن التمتع بالتجمع العائلي المتين إلا أن السعي وراء المال ونحوه حال دون ذلك التمتع.