وتكبيرةُ الإحرام ركنٌ من أركان الصلاة ففي حديث المسيءِ في صلاته قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قمتَ إلى الصلاةِ فكبر) متفق عليه. ولا بدَّ للمصلي من أن يقولها بلسانه، ولا يجب عليه رفع الصوت بها حتى يُسمع نفسه أو يُسمع من حوله، ويكفي أن يتأكد الإنسانُ من خروج الحروف من مخارجِها، لأن أقوالَه تكون معتبرةً دون اشتراط الإسماع لنفسه أو غيره.
مسألة:
هل يسبق تكبيرةَ الإحرامِ لفظٌ آخرُ قبلها، كمن يتلفظُ بالنيةِ قبل التكبيرِ، فيقول مثلا (اللهمَّ إني نويتُ صَلاةَ الظهرِ أربعاً)؟
قال ابن القيًم رحمه الله : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة قال: (الله أكبر) ولم يقل شيئاً قبلها ولا تلفظ بالنية الـبتّة)، وهذا ردَ على من ابتدع وتلفظ بالنية للصلاةِ والتي كما قال شيخُ الإسلام: أن النيةَ محلُّها القلب باتفاق أئمةِ الإسلامِ.
لطيفة: قال ابنُ القيِّم رحمه الله: (قبيحٌ بالعبد أن يقولَ بلسانه: (الله أكبر) وقد امتلأ قلبُه بغير الله فهو قبلةُ قلبِهِ في الصلاة،ولعله لا يحضر بين يدي ربه في شيء منها، فلو قضى حق (الله أكبر) وأتى البيت من بابه، لدخل وانصرف بأنواعِ التحف والخيرات، فهذا الباب الذي يدخل منه المصلي وهو التحريم) ا. هـ.
والمتأمُل يجد أن لفظَ التكبيرِ هو أكثرُ ما يردد من ألفاظ الصلاة أن المصلي قد يكبر الله في يومه ما يزيد على تسعين مرة،هذا إذا اقتصر على صلاة الفرض فيا حسرة من كبر الله بلسانه،وقلبه في أودية الشهوات هائم.