تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية في افتتاحيتها أين أصدقاء إسلام آباد من المسلمين والصين عندما احتاجت إليهم باكستان في محنة الفيضانات التي ضربت البلاد.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة استجابت لكن هناك دولا أخرى، وخاصة أصدقاء باكستان المسلمين وحليفتها الكبيرة الصين، عليها أن تساعد أيضا.
وفي الوقت الذي تقول فيه الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 459 مليون دولار معونة عاجلة رفعت الولايات المتحدة مساهمتها إلى 150 مليون دولار بعد أن كانت 76 مليون وتعتبر المتبرع الأكبر لأسباب إستراتيجية.
وقال السناتور الديمقراطي جون كيري إن الولايات المتحدة لا تريد مضاعفة الفشل وتقوية الجهاديين والإرهابيين الذين يمكن أن يستغلوا الفوضى والدمار ومعاناة نحو 20 مليون باكستاني.
وقد تساءل نقاد في الغرب وفي باكستان عن سبب تباطؤ وانخفاض استجابة الدول الإسلامية والصين المجاورة. فقد كان رد السعودية أقرب حلفاء باكستان بأن زادت المعونة إلى 80 مليون دولار من 20 مليون.
وقالت الصحيفة إن هذا التحرك ينبغي أن يشكل حافزا لدول إسلامية أخرى في منطقة الخليج يمتلك الكثير منها الثروة للمساهمة، مثل الكويت -على سبيل المثال- التي قدمت 5 ملايين دولار فقط ومثلها سلطنة عُمان، وقدمت إيران 800 ألف دولار، في حين قدمت قطر 400 ألف دولار، أما دولة الإمارات فلم تقدم شيئا رسميا.
وفي نفس الوقت تساءل بعض الباكستانيين لماذا لم ينتج عن العلاقة مع الصين سوى 9 ملايين دولار.
ونوهت الصحيفة إلى أن مساهمة الصين ربما تأتي لاحقا في مرحلة إعادة الإعمار كما فعلت في الزلزال الذي ضرب باكستان عام 2005.
وقالت إن الاستجابة البطيئة من أصدقاء باكستان من الممكن أن يكون مرجعها إلى الظهور التدريجي لخطورة المشكلة، فربما كان ذلك بسبب التقارير الإخبارية الأولية التي لم توضح حجم المشكلة ولذلك أتى الرد بهذا الفتور.
ومقارنة بالكوارث العالمية الهائلة الأخرى قللت وسائل الأعلام من أهمية هذه الكارثة، وقد يكون السبب في ذلك أن تأثيراتها نمت خلال أسابيع قليلة.
كريستيان ساينس مونيتور
وإذا كانت المشكلة تتعلق بالاتصالات فقد أطلق الباكستانيون الآن إنذار الخطر وقام المبعوثون في العواصم الرئيسية بتنبيه الحكومات إلى حقيقة الأمر بأنها أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ باكستان وأنها أكبر من زلزال هاييتي هذا العام وتسونامي آسيا في 2004 مجتمعين.
وأشارت كريستيان ساينس مونيتور إلى أن التفسير الذي غالبا ما يسمع لسبب عدم استعداد الدول الإسلامية وغيرها هو فساد الحكومة الباكستانية وضياع دولارات التبرعات.
وإن كانت هذه الشكوى لها أساس من الصحية، فإن هناك طرقا أخرى للالتفاف حول هذه العقبة، على سبيل المثال تمرير المعونة عبر الأمم المتحدة وعبر منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية موثوق بها مثل الهلال الأحمر أو حتى من خلال البنك الدولي.
وما زال على باكستان أن تبذل الكثير من أجل الشفافية والكفاءة. فقد طورت الحكومة الباكستانية خطة استجابة للكوارث بعد زلزال عام 2005 لكنها لم تنفذ وهي على مشارف إصلاحات اقتصادية هامة لكنها لم تقم بها بعد. من أجل ذلك عليها أن تعزز ثقة الدول المانحة.
وقالت الصحيفة إن الدول الإسلامية بالتأكيد لديها سبب وجيه لمساعدة باكستان التي هي ثانية كبرى الدول الإسلامية في العالم. فهي موطن العمال الذين ساعدوا كثيرا من اقتصادات دول الخليج كما أنها قدمت مساعدة عسكرية لدول إسلامية صديقة وعززت قواتها الجوية. وتشارك باكستان إيران في الحدود ولها موقع إستراتيجي.
لكن سواء كانت الولايات المتحدة أو الجيران المسلمون يفكرون بطريقة إستراتيجية أم لا، فإن السبب الجوهري لمساعدة باكستان يظل إنسانيا كما أن الرحمة قبل كل شيء يجب أن تكون المحرك الأول للتبرعات سواء كانت من دول أو من أفراد.