توفيت، أمس، معتمرة من مدينة عين صالح بولاية تمنراست، بمطار جدة بالمملكة العربية السعودية، بعدما افتقدت دواء الربو الذي كانت تتناوله، لتصاب بأزمة تنفسية داخل المطار
فلفظت أنفاسها الأخيرة.
أوضحت مصادر من عين المكان أن وفاة المعتمرة ناتج عن تدهور أوضاع العشرات من المعتمرين الجزائريين الـ3500 الذين أصبحوا ''محجوزين'' بمطاري جدة والمدينة المنورة بالبقاع المقدسة، ينتظرون رحلاتهم التي كانت مبرمجة منذ أربعة أيام كاملة، ليجدوا أنفسهم يفترشون ''الكارتون'' ومن دون أكل بعد صرف أموالهم وغياب أي معلومات حول تاريخ سفرهم.
وقال ممثل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، بابا موسى باحمد، في مكالمة هاتفية من مطار جدة إن المعتمرة بن مسعود عائشة البالغة من العمر 55 سنة وتقطن في مدينة عين صالح بولاية تمنراست، توفيت قبل دقائق من وصولها إلى المركز الصحي القريب من مطار جدة، نتيجة أزمة قلبية سبقها تدهور صحة المعتمرة. وقال المتحدث إن عشرات المعتمرين وأغلبهم من ولايات الجنوب طالبوا في مطار جدة بحضور القنصل الجزائري، بعد أن قضى بعضهم 4 أيام بلياليها في العراء في انتظار نقلهم إلى الجزائر على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية دون جدوى.
وكشف السيد بابا موسى بأن أكثـر من 3 آلاف معتمر جزائري ما زالوا محتجزين قرب مطار جدة، بعضهم قضى عدة أيام في العراء وأن العشرات منهم أصيبوا بحالات انهيار صحية بفعل الحرارة الشديدة والإقامة في العراء. وفي مطار المدينة المنورة يعاني عشرات المعتمرين من ذات الظروف بعد أن تقطعت بهم السبل.
وقد حمل المعتمرون، البالغ عددهم ألفي معتمر جزائري، بمطار جدة و1500 معتمر بمطار المدينة المنورة السلطات الجزائرية والخطوط الجوية الجزائرية مسؤولية المعاناة التي يعيشونها منذ أربعة أيام كاملة. هؤلاء المسافرون المنحدرون من مختلف مناطق الوطن، لاسيما من الولايات الداخلية كالجلفة والأغواط وغرداية والبيض وأدرار. وقد أشار في اتصال مع ''الخبر'' أنهم ينتظرون رحلتهم منذ أربعة أيام كاملة حسب التاريخ المقدم لهم، ليجدوا أنفسهم محجوزين بالمطار بعد استكمال مناسك العمرة واستنفاد جميع أموالهم، مع غياب أي معلومة حول تاريخ سفرهم.
وأضاف هؤلاء المعتمرون أن رحلات المعتمرين الآخرين من الدول الإسلامية كالمغرب وتونس وتركيا تتم بصورة عادية، باستثناء رحلات الخطوط الجوية الجزائرية التي غابت دون تقديم أي توضيح حول موعدها وأسباب هذا التأخر الذي أجبرهم، لاسيما كبار السن والمرضى الذين يفتقدون لدوائهم، على افتراش ''الكارتون'' بعد أن نال منهم التعب واقتسام بعض المأكولات التي كانت لدى بعضهم في جو تضامني مهيب أو صدقات المعتمرين الآخرين من دول أخرى، بالإضافة إلى استحالة الاتصال الهاتفي بذويهم بعد استكمال شحنهم، في غياب أي مبادرات من طرف السلطات الجزائرية المتواجدة بالمملكة السعودية التي اتصلوا بها، مطالبين السلطات العليا بالتدخل العاجل بتخصيص طائرات أو استئجارها من الدول الأخرى لضمان ترحيلهم إلى أرض الوطن والعودة إلى أهاليهم الذين هم في انتظارهم بالمطار منذ أيام كذلك.