مصريون ومغاربة يتعاطفون مع الجزائريين وآخرون يصوّرون أوضاعهم الكارثية
توفيت معتمرة جزائرية، ودخل عدد كبير من المعتمرين المستشفيات، بينما يوجد المئات منهم في حالة صحية مزرية، بعد تأخر رحلات الخطوط الجوية التي يفترض أن تقلهم نحو الجزائر، حيث يواجه أغلبهم الجوع والعطش والأوساخ ويقضي كبيرهم وصغيرهم الأيام والليالي مستلقين على أرضية مطاري جدة والمدينة المنورة في انتظار العودة.
لم يسبق في تاريخ سفر الجزائريين نحو البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة تسجيل فضيحة مثل التي يتعرض لها الجزائريون في مطار الحجاج بجدة، ومطار المدينة المنورة، حيث أهينت كرامة الآلاف وتعرضوا لأبشع أنواع الإهمال والتسيبـ، بعد ما تأخرت رحلات العودة لأكثر من أسبوع بالنسبة للبعض، فتكدس الجزائريون في صالات المطارات غير المكيفة وغير المؤهلة لاستقبال المسافرين لأوقات طويلة.
وفي حرارة الجو التي تفوق 45 درجة والجوع والعطش والأوساخ، يستلقي المئات من الجزائريين على أرضية المطار، نساء ورجالا، شيوخا وشبابا، بل والأطفال الصغار أيضا والرضع الذين سافروا رفقة أهاليهم، خاصة مع فترة العطل التي شهدت إقبال الآلاف المؤلفة على قضاء العطلة في التعبد والسياحة في آن واحد.
وأكد عدد كبير من المعتمرين الذين اتصلت بهم الشروق أمس مباشرة من مطاري جدة والمدينة معاناة المعتمرين الذين ألغيت رحلاتهم باتجاه مطارات الجزائر بسبب خلل في البرمجة، وهذا بعد استدعاء الرجل الثاني في الجوية الجزائرية بجدة ومسؤول المحطة chef d'ecale السيد زناتي مراد في السابع والعشرين من رمضان، اي في عز موجة عودة المعتمرين الجزائريين وتعويضه بمسؤول محطة جديد لم يسمح له ضيق الوقت بالتحكم في انسيابية عملية العودة رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلها السيد سدار مسؤول الجوية الجزائرية بجدة لحل الأزمة.
ولا يعلم لحد الآن سبب استدعاء ممثل الجوية الجزائرية بجدة للدخول الى الجزائر في هذا التوقيت الحرج، وهل هو مقصود للانتقام وقضاء مصالح شخصية على حساب سمعة الجزائر والجزائريين؟ ويؤكد السيد -سدار- ان السبب في هذه الأزمة، الشركة السعودية الخاصة للمناولة والخدمات الأرضية التي تقاعس عمالها عن أداء واجبهم تجاه الجوية الجزائرية مما دفع دفع به -سدار- الى الاستعانة بالحجاج الجزائريين في تسجيل الأمتعة ووضعها على البساط المتحرك، وهو ما وضعهم في موقف مواجهة مع الشرطة السعودية التي رفضت دخول المعتمرين المربع المخصص لعمال الأمتعة، بينما تشير التقارير السعودية إلى عدم وفاء الجوية الجزائرية بالالتزامات، ما عطل أكثر من 1500 معتمر بمطار جدة و2000 آخر بمطار المدينة، تضاف إليها بعض الرحلات التي جاءت عبر مطارات ثالثة مثل مطار إسطنبول.
وإلى حد وقت متأخر من نهار أمس، كان المئات من المعتمرين ينتظرون الفرج ببرمجة رحلات جوية تقلهم نحو الجزائر، حيث تأكد أمس وفاة سيدة في 53 من عمرها من مدينة ورقلة نتيجة سوء الظروف وطول الانتظار في مطار جدة، بعد ما كانت رحلتها مبرمجة ليوم 18 سبتمبر، ولم تقلع حتى توفيت يوم 19 على الواحدة زوالا، إلى جانب دخول عدد كبير من كبار المسنين والمرضى إلى المستشفيات، لعدم احتمال ظروف الانتظار غير الإنسانية التي جعلت من الجزائريين يهانون على مرآى ومسمع من مختلف الجنسيات.
كما اشتكى المعتمرون الذين قاموا بالاحتجاج في مطاري جدة والمدينة أمس حاملين لافتة كتب عليها "الخطوط الجوية الجزائرية تغتال المعتمرين" من التسيب والإهمال واحتجازهم رهائن لظروف لم يكن لهم يد فيها، فقد تعذر عليهم الأكل والشرب والاستحمام وتغيير الملابس بعد ما نفدت أموالهم ودفع معظمهم الأمتعة لشركة الخطوط الجوية، ما جعل كثيرا منهم في حالة هستيريا في غياب أدنى ظروف الحياة، كل هذا حسب قولهم على مرآى من معتمري الجنسيات الأخرى ومستخدمي المطارات والأمن السعودي، حيث أخذ كثير من المعتمرين الأجانب في تصوير الجزائريين بالصوت والصورة والفيديو وهم في حالة تشبه "الكلاب".
وأكدت مجموعات أن ممثلي الوكالات السياحية التي قدموا معها قد عادوا إلى الجزائر، تاركين زبائنهم يواجهون مصيرهم المأساوي لوحدهم، وشهد آخرون أنه كلما أتى ممثلون عن السلطات السعودية أو الجوية الجزائرية يطلبون ممثلي الأفواج لتنظيم الأمور لا يجدون من يتحدث معهم، مع أن معظمهم دفع اكثر من 18 مليون سنتيم للظفر بمكان في عمرة رمضان.