يا والدي حزني عليك أقمتهُ
والعيشُ من حزنٍ عليك سئمتُهُ
يا والدي إني بكيتُ تحسراً
والليلُ بعدك ساعةً ما نمتُهُ
إني جزعتُ وقد فقدتك يا أبي
وقصدتُ من أبدى الملامَ فلمتُهُ
يا لائمي إنَّ الــــــفـــقــيـــدَ لــَـوالــدي
وأبٌ لكلِّ تـــَــــفـــوقٍ أُلهمـــتـُـــــهُ
وهو المــُـوجــِّــــهُ والمـــُـســدِّدُ خطوتي
ومـُعــلــِّـمـي في كلِّ ما عُـلـــِّــمـــتــُــــــهُ
فإذا انطــلــقتُ مــع الدمــوع فتلك لي
ومعي الصـــــوابُ إذا البكاءُ لـــزمــتـُــهُ
والحـــقُّ في رفــض الـــحــــيـــــاة وردِّها
فـــبـــوالـــــدي مــعــنى الحــيــاةِ فــهــمـتــُهُ
والآن عـــدتُ بـــلا أبٍ أشــكــــو لــــــهُ
ألـــمٌ شــــــديـــدٌ مـــا أكـــونُ كــَـتـَـمـْــتــُـــهُ
يا مـوتُ ما مـــنــِّـي لــخــطــفـــكَ والــــدي
يا موتُ قـــلْ لي ما الذي أجـــرمـــتـــُـــــهُ
ما لي سواهُ أبٌ فكيف خـــطـــفــــتــَـــــهُ
لأَظـــلَّ أَنــــدبُ والــــــداً أُعــــدمـــــتــُــــهُ
يا مــــوتُ أظـــلــمــتْ الـــحــيــاةُ بـــفــقــدهِ
والعيشُ في كنفِ الأمانِ حــُـــــرِمْــــتــُــــهُ
ذهبَ الذي ملأَ المـــشــاعـــرَ حــُـــبــُّــــــهُ
فــكــرهـــتُ عــيــشـي بـعـدهُ وذمَــــمْــــتـُــــهُ
والآن إنــِّي قـــد غـــــدوتُ بـــــلا أبٍ
هــذا الــذي يــــومـــاً أنــا مـــا رمـْـــتـُـــهُ
لا أستطـــيــعُ الــعــيــشَ بعدكَ يــا أبي
يا من إذا أرجـــو الســرورَ ضـمَــمْــتـُـهُ
يــا والـــداً عـــفــْـتُ الحــيــــاةَ بــــــمـــوتـــِـهِ
حــزني عــلــيـك أيــا أبــي عـــظــَّـمْـــتـُــهُ
عــفــتُ الـحـيـاةَ فـأنت مـصــدرُ روحــهـا
وتـــبـــسُّـــمـــي من بــعـــدكم حــرَّمْــــــتــُــــهُ
وبقيتُ عندكَ أشــتــكــي من ضــيـــقـــتـــي
وترابُ قــبــرٍ أنت فـــيــــهِ شـــــمَـــمْـــتــُـــهُ
وسألـــتُ قـــبــركَ هل يكونُ يــضــمـــُّـنـــي
لكنَّ قــــبـــركَ لم يــُــرحـْــنـــي صـــمـْـــتـــُـهُ
فـــوعــــدتــــهُ أنْ لن يـــغــادرَ خـــاطــــري
ما دمتُ حيـــَّــــاً في الشعورِ أدَمــْــتــُــهُ
حــزني عــمــيـقٌ ليس يــخــبــو مُــطـلــقــاً
أمــــرٌ أنــــا قـــررتــُـــهُ وحــــسـَـــمـْــــتُــــهُ
وهــــو الــــقــــلــــــيــــلُ بـــــردِّ حــقـــكَ يا أبي
لـــو أنَّ عـــمــري فــيــكَ قـــدْ قــدَّمْــــته