في مكان ما من هذا العالم
في يوم ما من هذا الزمان ، خرجت لهذا العالم جاهلا بكل ما فيه ، كبرت وترعرعت على
أرضه مع أهله ، ومرت طفولتي جميلة ومسلية رغم أنها كانت على حساب الغير ،
كنت أعبث على الدوام وكنت أسبب المشاكل في كل مكان والغريب
في الأمر أنني كنت أستمتع بذلك رغم العقوبات الصارمة التي كنت آخذها من كبار السن ، فعندما
يعاقبونني أذهب بدموع بريئة أشتكي وأشتكي ، معتقدا أنني لم أفعل أي شيء خطأ ، فأحيانا يخبرونني
بما فعلت وأحيانا أكتشف خطئي بنفسي وهكذا ، كان كل ما اُعَاقبُ عليه لا أعيد فعله مجددا .
وذات يوم ، كنت أتجول في مكان بعيد عن بيتي ، رأيت أناسا أكبر مني بكثير يسببون
مشاكلا أسوء من تلك التي كنت أظنها كبيرة في طفولتي ورأيت أناسا يصدونهم ويطردونهم
بعيدا ، وبعدما كبرت قليلا بدأت أستوعب طريقة العيش في هذا العالم وأصبحت
أعرف كيف أجعل غيري سعداء بدلا من جعلهم غاضبين مني ، ولله الحمد كلما مر
الوقت كلما زادت معرفتي بمن حولي وبما يعجب من حولي ، رغم أنني لم أقدم الكثير لأن ما بنيته
وما حققته لم يكن يساوي شيءا بالنسبة لإنجازات وصفتها ومازلت أصفها بالعظيمة .
ذات يوم جلست أتسائل لماذا مازال بعض الأطفال صغارا ، مازالوا بنفس عبثهم ومشاكلهم لم يكبروا
ولم يتغيروا رغم العقوبات القاسية التي كان كبار السن يعاقبونهم بها .
ترى متى سيكبرون ؟