لمين
مشاركات : 3321 نقاط التميز : 4428
بطاقة الشخصية الاوسمة: الهواية: السيرة:
| موضوع: برنامج نكتة وتعليق العدد الثالث..لا تخفى على الله خافية الأربعاء 9 مارس 2011 - 22:43 | |
|
3- لا تخفى على الله خافية : قالت الأم للطفل " تقدم يا حبيبي وقـبِّـل صديقتي اللطيفةَ " , فقال الطفل " يا أمي إنها ليست لطيفة , لأنها ضربت بابا بالأمس بقلم لما أراد أن يمس يدها " .
تعليق :
1- يجب أن نكون على يقين من أن الذي يرتكب خطيئة ( أو ذنبا أو إثما أو معصية ) فإنه مهما أخفى ذلك على الناس فإن الحقيقة ستظهر للناس غالبا ولو بعد حين . قد يستر الله على المؤمن المرة الأولى التي يعصي فيها اللهَ , ولكن إن أصر العاصي على الإثم والعدوان فإن الله سيكشف أمره للناس ولو بعد زمان طويل , في الدنيا قبل الآخرة . ولا ننسى أن الله يعلم السر والعلن , وأنه لا تخفى عليه خافية , سبحانه وتعالى . 2- الطفل غالبا وهو صغير , بريء كل البراءة , وهو صادق كل الصدق , ومنه تأتي بعض حلاوة وزينة ومتعة الأولاد الصغار . أما إذا كبروا فإن صدقهم وبراءتهم وأمانتهم و ... سترتبط عندئذ بجملة عوامل من أهمها ( وعلى رأسها ) الإيمان الحقيقي بالله وكذا الصدق والإخلاص مع الله . 3- يجب أن يُعوَّد الأولاد على عدم الاختلاط بالنساء من الصغر , أي من قبل البلوغ , كما يجب أن يتعلموا بأنه " ليس الذكر كالأنثى " , ويجب أن يتعلموا الحد الأدنى من الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية المتعلقة بغض البصر والاختلاط وما يجوز وما لا يجوز فيما بين الرجل والمرأة . ويا ليتنا نُـعوِّد أولادَنا الذكور من الصغر ( أي من قبل البلوغ ) على عدم مصافحة المرأة الأجنبية , ومن باب أولى على عدم مسها أو تقبيلها على الوجه . وعلينا أن نفعل نفس الشيء مع بناتنا الصغيرات . 4- لو أن كل امرأة اعتدى عليها ( وعلى شرفها وكرامتها ) رجل أجنبي أو فقط هم بالاعتداء عليها بقول أو بفعل , لو أنها زجرته بقوة سواء بالفعل أو بالقول , ولو أنها لم تدخل معه في أي نقاش ولكنها تُـفهمُـه بالفعل لا بالقول بأنها تحترمه وتقدره بقدر وقوفه عند حدود الله , فإذا تعدى على حدود الله فلا قيمة له عندها ولا عند الله ولا عند الناس . قلتُ : لو أن كل امرأة فعلتْ هذا مع المعتدي عليها لكانت أحوال أمتنا أفضل وأطيب وأحسن مما هي عليه حاليا . والمرأة لطيفةٌ بإذن الله مهما تشددت مع من أراد الاعتداء عليها وعلى شرفها , وأما " غير اللطـيفة" فهي في حقيقة الأمر المرأة التي تُـسخط اللهَ من أجل إرضاء شهواتها وأهوائها أو شهوات وأهواء بعض الرجال المنحرفين . 5- المجاملة والمداراة مقبولة ومحمودة ما دامت في غير معصية الله , وأما مع المعصية فإنها تعتبر مداهنة لا مجاملة , والمداهنة نفاق والعياذ بالله , فلننتبه . 6- لا يجوز لي أبدا أن أطلبَ من أولادي وبناتي العفة وأنا لست عفيفا , بل يجب أن أكون دوما وأبدا قدوة لأولادي وبناتي : قدوة عملية قبل أن أكون قدوة قولية , لأن الفعل أبلغ بكثير من القول . 7- الرجل في الكثير من الأحيان أناني مع زوجته بحيث يتشدد مع زوجته في عدم الاختلاط بالرجال وغض البصر أمامهم وفي عدم ملامسة الرجال وفي تجنب الحديث الذي لا ضرورة له معهم , وأما هو , فإذا كان لا يخاف الله فإنه يبيح لنفسه كلَّ ما حرمه ومنعه على زوجته , وهذه أنانية لا يسلم منها للأسف الشديد الكثيرُ من الرجال . والله أعلى , وهو وحده أعلم بالصواب .
4- التكليف بما يشق وما يعيق الفكر وما لا دخل لنا فيه :
قال التلميذ لصديقه " إن المـعلِّـم يكلفنا بأعمال شاقة تعيق فكرنا ولا دخل لنا فيها " . قال الصديق : " وما هي هذه الأعمال ؟! " . أجاب التلميذ : " إن الناس يعملون ويـجـتهدون , ونحن نقوم ( من خلال مادة الرياضيات أو الحساب ) بحساب ما يخسرون ويربحون " !!!.
تعليق :
1- الله – عموما – لا يكلف الناس ولا المؤمنين ما لا يطيقون . الله سبحانه وتعالى منـزه عن ذلك " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " . 2- الله لا يكلفنا أبدا بما يعيق فكرنا , وإنما هو يكلفنا دوما بما ينمي ويقوي فكرنا . ويكفي أن نتذكر أن أول كلمة نزلت من القرآن هي " إقرأ " , كما أن القرآن مليء بمثل " أولو الألباب " " أفلا تعقلون " , " أفلا يتدبرون " , " أفلا تتذكرون " , " أم على قلوب أقفالها " , " إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون " , " إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل " و ... ومنه فإن من أعظم نعم الله علينا بعد الإيمان : العقل والفكر . 3- الله لا يكلفنا عموما بما لا ينبني عليه عمل . 4- بعض الفقهاء – كالإمام مالك رضي الله عنه ( على خلاف آخرين مثل أبي حنيفة رضي الله عنه ) , حرصا منهم على أهمية ما ينبني عليه عمل في ديننا , كانوا لا يجيبون الناس على أسئلتهم النظرية البحتة التي لا علاقة لها بواقعهم , بل كان الإمام مالك رضي الله عنه يزجر كل من سأله عن مسألة لا ينبني عليها عمل . 5- الله في القرآن الكريم ورسول الله في سنته المطهرة لا يُـفصِّـلان عادة في أشياء معينة لأنهما لا يريدان أن يشغلا الناس والمسلمين بما لا ينبني عليه عمل وبما ليست فيه أية فائدة دينية أو دنيوية . ومن هنا لم يخبرنا الله ولا سول الله صلى الله عليه وسلم عن عدد أهل الكهف ولا عن نوع الفاكهة التي أكل منها آدم وحواء في الجنة ولا ... , ولم يخبرنا رسول الله عن عمر كل نبي أو رسول ولا عن مكان دفـنـه ولا ... 6- ما قاله التلميذ " إن الناس يعملون ويـجـتهدون , ونحن نقوم بحساب ما يخسرون ويربحون "! , هو مجرد كلام مضحك : * إما أن القصة ليست حقيقية , والتلميذ لم يقل هذا الكلام . * وإما أنه قاله لأن عقله مازال لم يكتمل بعدُ . * وإما أنه قاله لأنه غبي أو لأنه يتغابى . ولكن المشكلة هو أن الكثير من الناس يُـكلِّـفون أنفسهم بأنفسهم بما هو شاق وبـما يعيق فكرهم وبما لا دخل لهم فيه . ومن أمثلة ذلك : ا- المرأة التي تكلف نفسها أو أهلها من الرجال بصرف الأموال الطائلة لا من أجل نفسها بل فقط من أجل أن تكون مثل فلانة أو فلتانة , أي أنها تفعل ذلك فقط تقليدا للغير , وكذا من أجل التفاخر ليس إلا . ب- الرجل الذي يتطاول في البنيان أو يتنافس في شراء السيارات الفارهة أو ... ويصرف من أجل ذلك الكثيرَ من الجهد والوقت والمال , وربما ارتكب الكثير من المحرمات . والمصيبة أنه لا يفعل ذلك من أجل نفسه أو أهله , ولا من أجل دنيا أو آخرة ينالهـا , ولكن فقط تقليدا للغير أو من أجل التكبر والاستعلاء على عباد الله . جـ- البنت التي قد تصاب بالقلق و" الخلعة " والاكتئاب والوسواس والخوف و ... فقط بسبب أن الناس قالوا عنها كذا أو كذا ( إما مما هو ليس صحيحا كاتهامها – باطلا - بالسرقة والكذب والخيانة والزنا و... أو مما لا يليق بـها أن تهتم به كأن توصف بأنها قصيرة أو سمينة أو ناقصة جمال أو ... ) . وقد تُـعالج هذه البنت عند الأطباء النفسانيين ولا تشفى إلا بعد مدة طويلة . إذن إن كلّـفك الغيرُ بما يشق عليك ويعيق فكرك ولا دخل لك فيه , فتلك مصيبةٌ , ولكن المصيبةَ الأعظم هي أن تفعل أنتَ نفسُك ذلكَ بنفسكَ . والله أعلم بالصواب , وهو وحده الموفق والهادي لما فيه الخير .
|
| |
|
منور
مشاركات : 1570 نقاط التميز : 2490
بطاقة الشخصية الاوسمة: الهواية: سباحة وشعر السيرة:
| موضوع: رد: برنامج نكتة وتعليق العدد الثالث..لا تخفى على الله خافية الخميس 10 مارس 2011 - 13:14 | |
| | |
|