بعد الانتشار الفاحش لظاهرة التسول في ولاية المدية
الكرونيكور تقتفي اثر الظاهرة وتكشف عن هوية المتسولين
تعرف ظاهرة التسول في ولاية المدية انتشارا واسعا وسريعا على مستوى المدينة وكذا باقي المدن الأخرى كالبرواقية وقصرا لبخاري وبني سليمان وغيرها خاصة بعد العشرية السوداء وما نجم عنها من مشاكل اجتماعية واقتصادية كالنزوح الريفي والبناءات الفوضوية والبطالة والتسرب المدرسي وما إلى ذلك من المشاكل التي لم يكن للولاية عهد بها من ذي قبل خاصة ما تعلق بقضايا الإجرام والسرقة والاغتصاب والإدمان على المخدرات الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر وينذر بأزمة اجتماعية قد لا يتحمل عبؤها العام والخاص خاصة ونحن اليوم نعيش عصر السرعة والانفتاح الثقافي وماله من تأثيرات على شخصية الأبناء الأمر الذي دفعنا إلى الوقوف على أسباب انتشار هذه الظاهرة التي تعتبر نواة المشاكل الاجتماعية والمعيار الذي يتم من خلاله قياس حالة المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والتربوية إذ ماهي الاسباب التي تدفع بهؤلاء إلى التسول هل هي الحاجة فعلا أم هي مجرد مهنة تختفي من ورائها مهن أخرى ؟
علاقة المدية بظاهرة التسول
لم يكن لولاية المدية عهد لها من قبل بظاهرة التسول ولم يكن المتسولون في وقت مضى إلا فئة قليلة جدا اغلبهم يعانون من أمراض عقلية أو قصور جسماني يدفعهم دفعا للجوء إلى التسول إلا أن الأمر لم يعد كذلك منذ سنوات قليلة فقد أصبح المتجول في شوارع المدينة يجد متسولا على الأقل في كل منعرج أما إذا ما جلبتك الصدف فانك قد تجد متسولين يختصمان حول ملكية مكان أو رصيف ما وأحقيته به وهذا الأمر يدفعنا الى طرح الكثير من الأسئلة حول الأسباب المؤدية إلى الانتشار الفاحش لهذه الفئة على اختلاف أعمارهم وانتماءاتهم والأدهى من ذلك كله لجوئهم في غالب الاحيان إلى استخدام أطفال رضع من اجل استعطاف قلوب المارة غير أبهين لمدى الخطر المحدق بهم وهدفهم في ذلك الحصول على قطع نقدية زهيدة لاتسمن و لا تغني من جوع أمام ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وانقباض أيدي الكرماء والمحسنين من ذوي القلوب الرحيمة .
الأسباب الحقيقية لانتشار ظاهرة التسول في ولاية المدية
وإذا كانت ظاهرة التسول اليوم تعرف هذا الحجم من الانتشار فلأن أسبابها قد كثرت وتنوعت ولم تبقى تلك الأسباب الشخصية كالأمراض النفسية والعجز والشيخوخة وما إلى ذلك بل أصبحت أسبابها اليوم متنوعة وكثيرة واغلبها أسباب اجتماعية على حد قول احد المتخصصين في علم الاجتماع كالطلاق والتسرب المدرسي والتفكك الاجتماعي وغياب روح التضامن وغلاء المعيشة وانتشار البطالة والنزوح الريفي والبناءات الفوضوية بالإضافة إلى غياب الوازع الديني والأخلاقي لدى هؤلاء لان التسول أمر مرفوض ومنبوذ في الشريعة الإسلامية زيادة عن أسباب خفية تتعلق بالجانب النفسي كلها تقف وراء جنوح هؤلاء إلى امتهان التسول غير مبالين بمدى خطورة هذا السلوك الاتكالي على نفسيتهم وصحة عقولهم من جهة وفقدان الكرامة الإنسانية وعزة النفس لما يلاقونه يوميا من الرفض الاجتماعي من طرف المجتمع من جهة أخرى .
هذا وانه لا يختلف اثنان حول مدى خطورة ظاهرة التسول على كيان المجتمع وتماسكه وذلك بسبب الطرق المختلفة التي يلجأ إليها المتسولون للحصول على ما يطلبونه من حاجيات مالية فمنهم من يقوم باستخدام الأطفال الرضع لاستعطاف قلوب الناس ومنهم من يقص عليك قصة وصوله إلى المدينة وبأنه عابر سبيل ومنهم من يتسول صامتا و متخفيا غير أن أكثر المتسولين إزعاجا أولئك الذين تجدهم عند أبواب المساجد ينتحبون ويستعطفون بمختلف العبارات التي قد تعتصر قلوب المصلين الخارجين من المساجد رحمة وكرما للظفر بقطع نقدية زهيدة لا تكفي لشراء حاجيات بسيطة .
هذا بالإضافة إلى السلوكيات السلبية التي غالبا ما تكون ردة فعل للمتسولين تجاه المارة حيث انه يقابلك بالتعنيف إذا لم تعطه الشيء الكثير غير مبالين بمدى الإحراج الذي قد يتسببون فيه تجاه الناس
كرامة مفقودة ومستقبل غامض.....فأين الحل
وعن مستقبل هؤلاء سألنا احد المتخصصين في علم النفس عن المستقبل الغامض الذي ينتظر هؤلاء خاصة فئة الإحداث والشباب منهم فقال بان دوامهم على هذا السلوك أمر مستحيل حيث انه على الأرجح سوف يلجأ ون إلى السرقة أو امتهان أعمال غير شرعية كالمتاجرة بالمخدرات واستهلاكها وما ينجر عنها من نتائج سلبية وسلوكيات لا مسؤولة لا ينبغي السكوت عنها إضافة إلى عامل الحقد على المجتمع الذي قد يتربى في قلوب هؤلاء تجاه المجتمع وذلك ما يضطرهم إلى الانتقام من المجتمع بمختلف الطرق والوسائل لذلك ينبغي على الدولة والمجتمع المدني بكل أطيافه النهوض والعمل على التصدي لهذه الظاهرة بمختلف الطرق التربوية والتوعوية وكذلك التضامن مع هؤلاء من خلال التكفل بهم ومساعدتهم على إيجاد مناصب عمل زيادة على ذلك يجب وضع قوانين تحدد وتضبط منع هذه الممارسات إذا لم يكن لها دافع مقنع ومبرر يدفع المتسول إلى التسول
هذا وان الأسرة و المدرسة والمسجد كلها مؤسسات اجتماعية مسؤولة عن تصرفات هؤلاء وما ينجم عنها من نتائج سلبية تؤثر في الاستقرار الاجتماعي وتدفع بهؤلاء إلى ارتكاب جرائم ينسبونها مباشرة الى المجتمع و يقولون بأنه هو السبب في ذلك كله .
Répondre
Transférer