الجزائر 10 أوت 2011 (وأج) - أعربت الجزائر اليوم الأربعاء عن تأسفها إزاء العنف
في سوريا و دعت الأطراف السورية إلى الحكمة و مباشرة حوار وطني "شامل".
و صرح المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني في تصريح
للصحافة "لا يسعنا اليوم إلا أن نعرب عن تأسفنا إزاء العنف و ندعو الاطراف السورية
إلى تفضيل سبيل الحكمة و الحوار الوطني الشامل من اجل تجاوز الأزمة و المضي قدما
في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي اعلنت عنها السلطات السورية قصد الحفاظ على امن
و استقرار هذا البلد الشقيق الذي يلعب دورا هاما بالمنطقة".
و عن سؤال حول صمت الجزائر أمام الأحداث الدموية بسوريا ذكر السيد بلاني
بأن الجزائر سبق لها و ان ابدت رأيها حول الوضع.
و قال في هذا الصدد "لقد قامت الجزائر بذلك منذ 21 جوان الفارط حيث أكد
وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي خلال لقاء صحفي بلوكسمبورغ عقب الدورة السادسة
لمجلس الشراكة الجزائر-الإتحاد الأوروبي أن +الجزائر جد منشغلة بما يحدث بهذا البلد
الشقيق و ان ما يحدث غير مقبول+".
كما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بالمبادئ "الواضحة" التي تقوم عليها
سياسة الجزائر الخارجية مضيفا أن "ذلك ينطبق على الأحداث التي يعرفها العالم العربي".
و أضاف أن "الجزائر و دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ما فتئت تجدد
تمسكها بالسيادة التامة و الكاملة للبلدان العربية و وحدتها و كذا احترام تطلع
الشعوب الشرعي إلى الحرية و الديمقراطية و التنمية".
و يتعلق الأمر طبعا كما قال ب"التكفل بهذه التطلعات و الاستجابة لهذه التطلعات
بطرق سلمية في إطار حوار وطني مسؤول من أجل تفادي العنف و إراقة الدماء".
"كما أذكر -يضيف السيد بلاني- بأن الجزائر تعترف بالدول و ليس بالأنظمة
مثلما تم التأكيد عليه مؤخرا سواء من قبل الوزير الأول السيد احمد أويحيى أو وزير
الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي".
و كان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد أعرب يوم الإثنين الفارط
عن قلق الجامعة العربية إزاء الوضع الحالي في سوريا داعيا إلى حوار "جدي" قصد التوصل
إلى "مصالحة" و تجاوز الأزمة بالبلد.
و في تصريح للصحافة قال السيد العربي "ما يحدث بسوريا يقلق الجامعة العربية
و كل البلدان (...). و نأمل في أن تتمكن (سوريا) من تجاوز (الأزمة) من خلال وسائل
سلمية و مباشرة حوار جدي من أجل المصالحة التي يطالب بها الشعب".
و كان الرئيس السوري بشار الأسد قد جدد يوم الثلاثاء عزمه على محاربة "الجماعات
الإرهابية" التي تتهمها دمشق بكونها وراء الاضطرابات التي تهز البلد منذ أزيد من
خمسة أشهر حسبما أفادت به وكالة الأنباء السورية "سانا".
و أكد الرئيس السوري أمام رئيس الدبلوماسية التركية أحمد داود أوغلو اثناء
زيارته إلى دمشق "لن نتراجع في متابعة الجماعات الإرهابية".
و لا تزال سوريا عرضة لحركة احتجاجية منذ 15 مارس ضد نظام الرئيس الأسد
بالرغم من إعلان هذا الأخير عن جملة من الإصلاحات.
و منذ ذلك الحين تشهد عدة مدن من البلد مظاهرات مناهضة للحكومة غالبا ما
تتميز بأعمال عنف.
و تنسب دمشق أعمال العنف إلى "جماعات مسلحة تدعمها قوات أجنبية" تريد "زعزعة"
سوريا.(وأج)