افهم حقيقة الكون تعش سعيداً
انظر حولك ستفهم حالك وتشكر ربك، فكم من أناس لا يدركون حقيقة الكون ويتملصون منه وينساقون وراء الأوهام وتصبح تلك الحقيقة سرابًا.
يظنون أن البلاء لهم وحدهم يخصهم بعينهم ولا يحفلون بباقى ما انعم الله عليهم؛ فليكن البلاء نداء من الله للتقرب إليه والشكوى له فهو قريب يلبى دعوة الداعى إذا دعاه.. فكم من أناس تغفل عن ذكر الله وتنجرف وراء خدع الحياة، فما الحياة إلى خدعة ننساق وراءها فتنتهى بنا إلى طريق مسدود لا رجعه فيه. ولا أعنى أنك لا تحزن ولكن احزن وافتح قلبك للخالق واشك له أمرك وستجد النصر، فلا تكن الدنيا أكبر همك وحِب المولى فتَسعد وتُسعِد من حولك.
كن على يقين دائم بالله واستعن به سيفك كربك ويزيل همك.. فإنك تريد أن تَسعد فتعتبر فرحة الارتباط أو فرحة مولود جديد سعادة وتطمع فى استمرارها، ولكن سرعان ما تزول تلك السعادة بأمر مشين يزلزل حياتك؛ فعليك أن تعلم أن لم يعنك عليها إلا الله إننى لا أقصد أنك لا تسعد إذا أتى الفرح، ولكن عليك أن تدرك بممغصات الحياة ولا تبالغ فى ابتلاءَاتك فسيعينك إيمانك بالتغلب عليها، فنحن لم نخلق لنحزن على أمر لم يكتبه الله لنا فهو ليس ملكنا وخارج استطعنا وطاقتنا.. لا نحزن على أمر دنيوى مادام لم يكن من نصيبنا.. ولا تتمنى لو كنت مثل فلان بل اسعد له مثل سعادتك لك.
السعادة متنوعة وعديدة ولكننا لا نراها فيكفى النظر إلى ابتسامة طفل، أو إعانة رجل عجوز، أو الرأفة بوالدينا، وإسعاد من حولنا بتلك الرؤى المتواضعة ستجعلنا ننعم ببحر من السعادة؛ وإذا عزمت أمرك ووجهت اهتماماتك إلى إسعاد من حولك ستنعم بدفء محبتهم؛ ولكن لا تنتظر المقابل ولا تكل إذا رأيت من أحسنت لهم لا يحسنون لك فلا تحزن لأنك ستجد أناسًا لا يعرفونك الله يعرفهم يقدمون لك العون والمساعدة.
وإن كنت مكتئباً لأمر ما لا تتكرس به وانظر حولك ستجد السعادة فى ابتسامات من يحبونك تملأ الوجود.. ولا تحزن إذا لم يعقد قرانك أو لم تنجب أو توفى لك شخص عزيز لأنه سيولد مكانه أناس آخرون يكونون مصدر سعادتك، فتلك الأمور مسيرة وليست مخيرة.
أما الأمور المخيرة علينا أن ندركها جيداً كالالتزام والبعد عن المعاصى وطاعة كل ما أمرنا به الله والأمور المسيرة نتركها للرحمن لتفتح لنا أبواب السماء مرحبة بعباده الصالحين الخالدين فى جنات الله رب العالمين.