ما الجديد الذي يمكن تناوله في مسألة الجمال؟
- الكثير من الاشياء! انما يجب أن نشير الى أن تاريخ الجمال هذا ليس تاريخاً للفن. غالباً ما يتم ربط الجمال بالفن. إنه اختزال شديد. هذا الكتاب يروي الطريقة التي نظر فيها الرجال والنساء الى الجمال عبر العصور. نحن نستعمل كلمة جميل لنشير الى أمور لا علاقة لبعضها بالبعض الآخر، وأحياناً لا علاقة لها بالجمال. نقول مثلاً إننا تناولنا وجبة جميلة، اننا أمضينا ليلة حب جميلة، نقول عن امرأة إنها جميلة، ان المطر يعقبه طقس جميل... في اختصار، تشير صفة الجمال الى اختبارات منفصلة جداً بعضها عن بعضها الآخر. حتى أننا نستخدم كلمة جميل لنقصد جيد . يهمني هنا فهم ماذا يعني شيء جميل بالنسبة الى شخص من اليونان القديمة، من القرون الوسطى او من القرن العشرين.
تقصد أن مبدأ الجمال نسبي وليس عالمياً؟
- تماماً هناك مثل يقول ان الضفدع جميل... في عين ضفدعته. الفلاسفة ما قبل سقراط كانوا يقولون إنه لو كان للحيوانات آلهة لرسموها برأس حصان او زرافة. في القرون الوسطى كان الفنان يعكس في أعماله ذوق المزارع او رجل الشارع. كان عليه اثارة اعجاب المحيطين فيه، اي الشعب ورجال الدين والامراء. ثم في القرن العشرين، حدد الفنان نفسه في موضع طليعي حيث كان هدفه الوصول الى البورجوازي.
ما هو تعريف الجمال؟
- من المستحيل إعطاء تعريف للجمال في بضع كلمات تكون وافية. كان هناك تعريفات مختلفة في كل عصر، بحسب الطريقة التي كان ينظر فيها المعاصرون الى الجمال. اليونانيون مثلاً حددوا الجمال على نحو تناسبيّ. اليوم يبدو هذا التعريف غير كافٍ، بيد أنه كان ممتازاً لمعاصر بيتاغوروس.
تقول ان لا علاقة للجمال بالرغبة. كيف ذلك؟
- هذا يعني انه يمكنني ان اجد تمثال فينوس ميلو او لا دام أ لا ليكورن جميلة من دون ان ارغب بالضرورة في امتلاكها بأي ثمن.
ما معيار الجمال اليوم؟
- يتميز عصرنا بتعدد نماذج الجمال. نعيش في عصر من الشرك المطلق. من ناحية أر نولد شوارزنغر، ومن ناحية ثانية فرد استير انهما نموذجان للجمال مختلفين جدا، انما كلاهما مقبول. اذن لم يبق هناك نموذج ثابت، دائم للجمال.
تبدو آسفا لذلك...
- هذا الشرك في حد ذاته ليس سلبيا. نجد أنفسنا امام متجر كبير للجمال حيث يشتري كل امرىء ما يشاء. انها الديموقراطية الجمالية. لم يبق هناك نموذجا كلاسيكيا او نخبويا. ما يجعل هذا الشرك خطيرا في نظري انه سيكون هناك دوما نموذج up to date، اي جديدا اكثر من الجديد. فصام سيحل عندئذ، ما كان رائجا بالامس لن يكون ابدا كذلك غدا. بالتالي ما كان يمكن ان يشبه ديموقراطية للجمال اضحى مشابها لنظام قمعي. نعيش تحت الابتزاز اكثر بكثير من إنسان عصر النهضة.
كيف ذلك؟
- إنسان عصر النهضة لم يكن يرى من الجنس الآخر سوى الوجه. الباقي كان محجوبا. لذلك حين كان يختار شريكته كان يكتشفها عارية للمرة الاولى في الليلة الاولى. اليوم نحن خاضعون لابتزاز النماذج المعروضة علينا، بيد انها سطحية جدا. حتى اجمل عارضة ازياء هي في الحياة اقل جمالا من الصورة. نحن خاضعون لاغراء متواصل، انما لنماذج جمال مصطنعة. على المستوى الجنسي هذا يسبب ضعفا شبقيا. في النهاية نلتقي مع مثاليات مالتوس: كي نخفض عدد السكان يكفي من الآن فصاعدا تقديم نماذج جمال متعددة... والنتيجة مضمونة!