الاستشهادية الخامسة خلال انتفاضة الأقصى الاستشهادية هبة دراغمة ودعت أسرتها في طريقها لللشهادة الجامعية فحصلت على شهادةٍ خير منها
بدت أسرة الشابة الفلسطينية هبة عازم سعيد دراغمة 19 عاما من بلدة طوباس في حالة من الذهول بعدما شاع نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة لأنها غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة مكاتب جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحق بقسم اللغة الانجليزية.
ويقول أفراد أسرتها إنهم التقوا بالباحث علي دراغمة من منظمة بتسيلم الناشطة في مجال حقوق الإنسان في الشارع حيث بادر بسؤالهم عن المعلومة بتنفيذ ابنته العملية الأخيرة فنفوا ذلك وقالوا إنها بالبيت وكان والدها غير مصدق وتوجها معا للبيت فلم يعثروا عليها فتوقع والدها أن تكون عند إحدى شقيقاتها الثلاثة المتزوجات أو في الجامعة ولكن أعمال البحث باءت بالفشل.
الوالدة لم تتمكن من احتمال الوقوف والانتظار وتسمرت أمام التلفاز حتى أتى الخبر اليقين بعدما شاع نبأ آخر أن منفذة العلمية فتاة أخرى من البلد تدعى هبة من نفس العائلة تدرس في جامعة النجاح الوطنية.
وإلى جانب الشقيقات الثلاثة للاستشهادية فإن لديها 4 أشقاء أحدهم بكر دراغمة- 20 عاماً- وهو طالب في الثانوية الصناعية بنابلس ومعتقل في سجون الاحتلال وتوجه لهم تهم خطيرة قد يصل الحكم فيها إلى المؤبد.
ويؤكد أقارب الشهيدة أنها نسقت مع سرايا القدس وانطلقت ونفذت العملية من خلال نشطاء حركة الجهاد الإسلامي الذين تبنوا العملية في بيان رسمي .
وفي أعقاب العملية اعتقلت سلطات الاحتلال والدي الاستشهادية في محاولة لتحقق من معرفتهم المسبقة بنية هبة القيام بتك العملية.
واستقطبت البلدة ومنزل الاستشهادية عشرات الصحفيين الذين بحثوا عن كل ما له علاقة بالشهيدة من أفراد الأسرة والصديقات والمدرسة.
وساد الذهول أيضا في أروقة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث أشار خالد دويكات مدير فرع الجامعة أن الشهيدة أنهت فقط فصلاً دراسياً واحداً بواقع 16 ساعة دراسية وأن الجسم الطلابي نعى الشهيدة عبر مكبرات الصوت واليافطات التي علقت على الجدران.
وكانت دراغمة قد فجرت نفسها على المدخل الشرقي لمجمع" همعكيم" التجاري في مدينة العفولة شمال جنين مما أدى إلى مصرع ثلاثة صهاينة و إصابة 20 آخرين وصفت جراح أربعة من الجرحى بأنها خطيرة. وحسب المصادر الأمنية "الإسرائيلية" فقد اشتبه حارس المجمع بالفتاة ومنعها من الدخول إلى السوق الأمر الذي أدى إلى تفجير نفسها محدثة دوياً هائلاً وتبين أنها كانت تحمل عبوة زنت 5 كيلو غرام.
وقالت علقت "ميساء الطوباسي" جارة الاستشهادية إن الشهيدة هبة حققت حلم شقيقها الذي كان ينوي تنفيذ عملية استشهادية وتم اعتقاله.وأوضحت ميساء أن قوات الاحتلال اعتقلت "بكر" شقيق الاستشهادية هبة قبل عام ونصف تقريباً خلال محاولته القيام بعملية استشهادية في "إسرائيل"، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يحكم على بكر بالمؤبد.
وتصف ميساء حالة أهالي قرية طوباس بالضفة الغربية بعد وصول نبأ قيام هبة بعملية استشهادية إليهم، قائلة: "الذهول والاستغراب خيم على القرية بأكملها عندما علموا بنبأ قيام هبة بعملية استشهادية، فلم يكن أحد من أهل القرية يتوقع أن تنفذ هبة التي عرفها المقربون منها بالوداعة والهدوء، عملية استشهادية".
كما تشير إلى أن أفراد أسرة هبة لم يصدقوا نبأ وقوفها خلف العملية الاستشهادية في العفولة؛ لأنهم كانوا يعتقدون أن هبة غادرت المنزل في ساعات الظهر قاصدة جامعة القدس المفتوحة في طوباس حيث تلتحق بقسم اللغة الإنجليزية.
وتصف ميساء حال والد هبة بعد وصول نبأ قيام ابنته بعملية استشهادية، قائلة: "عندما سمع والد هبة من الناس في الشارع عن تنفيذ ابنته لعملية استشهادية، ذهب مسرعاً لمنزله، فلم يجدها هناك، وبعدها ذهب لمنازل شقيقاتها الثلاث المتزوجات، فلم تكن هناك أيضا، فأيقن صحة الأنباء التي يتناقلها أهالي القرية".
ولم تكن الشهيدة دراغمة الفتاة الفلسطينية الأولى التي تنفذ عمليات استشهادية فقد سبقتها الاستشهادية الأولى وفاء إدريس من مخيم الأمعري برام الله التي نفذت العملية في مدينة القدس في مطلع العام 2002 ثم كانت دارين أبو عيشة من بلدة بيت وزن قضاء نابلس حيث فجرت نفسها في حاجز عسكري بين رام الله والقدس في شباط 2002 و آيات الأخرس من مدينة بيت لحم حيث نفذت العملية الاستشهادية في آذار 2002 في القدس الغربية إضافة إلى الشهيدة عندليب طقاطقة من مدينة بيت لحم وفجرت نفسها في مدينة القدس بشهر نيسان العام 2002.