بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولاية المدية
هذه الولاية العريقة بتاريخها و أصولها تطمح هي الأخرى إلى دعم و التفاتة تكون صانعة حدث مميز، إذ تزخر بعدد من المناظر الطبيعية ذات الجمال و السحر المنقطع النظير بموقعها و مناخها المتجدد فصليا و بها عدد من الفسوحات و الأماكن التي يمكن استغلالها و استثمارها نذكر منها: منعرجات الحمدانية، تمزقيدة، أولاد هلال، بوقزول، سهل بني سليمان، و غيرها من المناطق ذات الفضاء السياحي و الجمالي لها.
كما تمتاز بآثار تاريخية عبر الأحقاب و الأزمنة الغابرة التي صنعت منتوج تاريخي و إرث حضاري تمتد أصوله من ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا في كل من: المدية، جواب، الكاف الأخضر، قصر البخاري، سانق
الموقع الجغرافيوالمناخ
بين تنوع الطبيعة و تنوع التضاريس...
تقع ولاية المدية في الأطلس التلي على بعد ثمانية و ثمانون (88) كلم من العاصمة و تتربع على مساحة قدرها ثمانية آلاف و سبع مائة كلم مربع، من الناحية الإدارية تضم تسعة عشر (19) دائرة و أربع و ستون (64)بلدية، يحدها شمالا ولاية البليدة و جنوبا الجلفة و شرقا ولايتي المسيلة و البويرة و غربا و لايات عين الدفلى و تيسمسيلت و تيارت.
ولأن ولاية المدية مرتبطة بالشبكة الوطنية للطرق رقم واحد (01) و رقم ثمانية (08) و رقم أربعين (40) من الشرق و الغرب، و ثمانية عشر (18) ما بين مليانة و البويرة هذا ما رشحها لأن تكون حلقة الوصل بين منطقة الساحل و الهضاب العليا.
مناخها بارد شتاء و حار صيفا، و هي ترتفع عن سطح البحر ألف و أربع مائة (1400) متر تعرف بتساقط الثلوج كما تسمى بوابة الأمطار حيث تصل كمية الأمطار فيها من أربع مائة (400) إلى خمس مائة (500) ملم سنويا.
العادات و التقاليد
تمتاز المدية بإحياء الوعدات لأولياء الله الصالحين و تقام بالمناسبة عبر المداشر و القرى بما يسمى الطعمة و ترفق بألعاب الفروسية و الأنغام و المدائح و ذلك في مناطق معروفة في كل من حناشة و الشيخ سيدي بن عيسى بوزرة و المدية (العيساوة) و القلب الكبير (سيدي منصور بني معلوم) و زاوية الشيخ بسيدي الزهار و وعدة سيدي بلعباس بسي المحجوب و سيدي علي بالزاوية و حفل عيد العنب ببن شكاو و غيرها من المناطق التي تعرف بالعادات كقصر البخاري و عين بوسيف.
بالإضافة إلى الأعراس و التقاليد في العرضة و الزفاف، المحضر، الحزام، و غيرها من الولائم المصادفة للأيام الدينية و الموسمية.
أما عن الأكلات الشعبية فالمدية تتميز بالطبخ و الحلويات التقليدية نذكر منها: العصبان، الكسكسي، البركوكس، البغرير باللوز، حلوة العنب، الرب، المثقبة، المعارك، و غيرها من الأكلات الأخرى ذات الصلة العرفية بين العائلات.
نبذة تاريخية عن مدينة المدية
تاريخ عريق..حضارات متعددة..
إن تاريخ تأسيس مدينة المدية ما يزال يثير جدلا كبيرا من خلا ل الآثار و آراء الكثير من الباحثين في مجال التاريخ و علم الآثار، حيث تنسب هذه المدينة إلى قرية قديمة لامباديا بل و قبلها كانت تسمى ألمغاراو حسب الروايات التاريخية أن ميلاد هذه المدينة يعود إلى ألف سنة. حيث تأسست سنة ثلاث مائة و خمسون (350) هـ مع مدن مليانة، بجاية، الجزائر العاصمة، تلمسان و هذا ما ذكره المؤرخون أمثال البكري أن المدية عتيقة قديمة و أن المدية سبقت بني زيري و أنها أقدم من أشير.
عرفت المدينة الكثير من الحضارات مرورا بالعهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية وصولا إلى العهد العثماني، فكانت التسمية التي أطلقت عليها سنة ألف و خمس مائة و ثمانية و سبعين (1578) م ببايلك التيطري. و لو غصنا في عمق التاريخ لما استطعنا أن ننفذ من هذه الفسيفساء التاريخية التي نسجت مجد هذه المدينة العريقة. و المدية اليوم من بين ولايات القطر الجزائري تتوفر على منتوج ثقافي سياحي و تاريخي، و هي تتقاطع مع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابه أنماط المعيشة لدى سكانها، و أسلوب حياتهم حتى قيل أنها شقيقة تلمسان، و مع ذلك تبقى المدية تلك المدينة المترامية الجذور في قلب الجزائر الغالية، والتي أنجبت العظماء أمثال الشيخ ابن شنب و فضيل اسكندر، فخار مصطفى و غيرهم و يكفيها أنها كانت عاصمة الولاية الرابعة حيث لعبت دورا ثوريا بارزا خلال فترة الإحتلال.