في وثيقة يمكن اعتبارها بالخطيرة والسابقة في تاريخ الرياضة الجزائرية بصفة عامة، تحصلت عليها ''النهار''، تكشف هذه الأخيرة عن مشاركة الجزائر أو بالأحرى الفدرالية الوطنية للفنون القتالية في انعقاد أول مؤتمر لاتحاديات بلدان البحر الأبيض المتوسط لرياضة ''الكونغ فو ووشو'' الذي انعقد في تاريخ 4 نوفمبر المنصرم في مدينة أنطاليا التركية، حيث كانت الجزائر التي كانت ممثلة في الاتحادية الوطنية للفنون القتالية كما جاء في الوثيقة مشاركة في التأسيس رفقة إسرائيل في مفاجأة غير متوقعة ومن الحجم الثقيل.
ووفقا لذات الوثيقية فإن الجزائر شاركت رفقة 8 بلدان أخرى في تأسيس فدرالية البحر الأبيض المتوسط كما توضحه الوثيقة، فإلى جانب الجزائر كان الكيان الصهيوني وكل من فرنسا ومصر واليونان وتونس وتركيا والمغرب وسوريا وليبيا في فضيحة مدوية فضحتها هذه الوثيقة التي كشفت تواجد الجانب الجزائري مع الجانب الصهيوني في التأسيس، وفقا لما توضحه الوثيقة التي تؤكد على الرسالة التي وجهها نائب رئيس اتحادية البحر الأبيض المتوسط البريطاني ريموند سميث، ذو الأصل اليهودي، إلى رئيس الاتحادية الدولية للكونغ فو شو ''يو زيكينغ''، والذي جاء في بداية كلامه أنه وفقا لطلب هذا الأخير بإرساء العلاقات المترسخة بين دول البحر الأبيض المتوسط تقرر إنشاء هذا الاتحاد وعقد أول مؤتمر، وعلى ضوء مشاركة الجزائر في تأسيس هذا الاتحاد إلى جانب البلدان الـ8 الأخرى إذا ما احتسبنا الكيان الصهيوني واعتبرناه بلدا، فإن الجزائر ستكون ملزمة بالمشاركة في مختلف المنافسات التي سينظمها الاتحاد في القريب العاجل، الأمر الذي سيجعل الجزائريين أمام حتمية التقابل مع نظرائهم ''الصهاينة'' وهو الأمر الذي سيشكل ترسيما للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب.
رئيس الإتحادية الجزائرية يُكرّم بمنصب نائب رئيس والجزائر تُورَّط بالمشاركة مع ''الصهاينة'' في المنافسات ؟
ومن أبرز مقررات هذا المؤتمر انتخاب رئيس الاتحادية الوطنية للفنون القتالية يزيد زغبيب الذي كان ممثلا للجزائر في هذه الدورة، نائبا للرئيس، كما جاء في الوثيقة، إلى جانب المصري فؤاد سمير والتركي أحمد فؤاد، إلى جانب الصورة التي تحصلنا عليها والتي تؤكد على مشاركة زغبيب في المؤتمر، الذي يمكن القول أن اليهودي الأصل نائب رئيس الفدرالية الدولية ريموند قد كافأه على تواجد الجزائر من خلال ضمان تطبيع مجاني بين الجزائر وإسرائيل في رياضة الكونغ فو شو، ووفقا لمصادر عليمة مطلعة على الملف أكدت لنا هذه الأخيرة أن الاتحادية الوطنية للفنون القتالية قد جرت إلى التطبيع دون أن تدري، ليبقى على الجهات المعنية وفي مقدمتها اللجنة الأولمبية مطالبة بالتحرك لكشف ملابسات هذه الفضيحة المدوية.
إسرائيل ممنوعة من الرياضة أولمبيا وتدخل عبر البحر الأبيض المتوسط
ويبقى الشيء الأكيد أن مشاركة الجزائر في هذا المؤتمر الأول إلى جانب الكيان الصهيوني خطوة خاطئة على جميع الأصعدة فإلى جانب أن التطبيع مرفوض من جانبنا، فإن الجزائر قد خرقت القوانين على اعتبار أن إسرائيل ممنوعة من الألعاب الأولمبية إلى جانب فلسطين وفقا لمواثيق الجنة الدولية الأولمبية بسبب ما تعتبره اللجنة مشكلا سياسيا قائما بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة، لتبقى الجزائر أو بالأحرى الاتحادية الوطنية للفنون القتالية مطالبة بالتراجع عن هذه الخطوة والتراجع عنها ومعاقبة المسؤولين عن توريط الجزائر الرافضة لأي شكل من إشكال التطبيع في هذه الفضيحة سواء أكان الأمر عن حسن نية أو غير ذلك.